لقى الرئيس البولندى ليخ كاتشينسكى مصرعه
عندما تحطمت طائرته وسط ضباب كثيف عند اقترابها من مطار روسى، أمس، مما
أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم ٩٦ شخصا منهم زوجة الرئيس وكبار
قادة الجيش ومسؤولون حكوميون بارزون ومدنيون كانوا يرافقون الرئيس ضمن وفد
رسمى لإحياء ذكرى الضباط البولنديين الذين أعدمتهم قبل ٧٠ عاما الشرطة
التابعة لستالين فى مدينة كاتين قرب سمولينسك.وسقطت الطائرة وهى من
طراز توبوليف ١٥٤ على بعد نحو كيلومترين من مطار مدينة سمولينسك فى غرب
روسيا بعدما اصطدمت بالأشجار وسط ضباب كثيف. وعرضت لقطات تليفزيونية لجسم
الطائرة المحترق وأجزاء من حطام الطائرة متناثرة. وأظهرت هذه المشاهدة
محركى الطائرة وجزءا من ذيلها فى الوحل الذى غطاه الضباب بينما رجال
الإطفاء يحاولون إخماد النيران، وقد انتشرت فى المكان مجموعة من عناصر
الأمن بلباسهم العسكرى والمحققون باللباس المدنى يتفقدون الحطام. وقال
متحدث باسم الحكومة المحلية فى سمولينسك الروسية إن خطأ للطيار قد يكون
سببا محتملا لتحطم الطائرة. وأضاف المتحدث أندريه إيفسينكوف أن «الطيار نصح
بالهبوط فى موسكو أو مينسك بسبب الضباب الكثيف إلا أنه قرر الهبوط. كان
يجب ألا يهبط فى مثل هذا الضباب».وكلف الرئيس الروسى ديمترى
ميدفيديف رئيس وزرائه فلاديمير بوتين برئاسة لجنة للتحقيق فى ملابسات حادث
تحطم الطائرة وقدم مدفيديف وبوتين تعازيهما إلى القادة البولنديين، متعهدين
بإجراء تحقيق «دقيق» فى الحادث. ووجه مدفيديف رسالة إلى رئيس مجلس النواب
البولندى قال فيها: «لقد أمرت بإجراء تحقيق دقيق حول الكارثة بتعاون كامل
ووثيق مع الجانب البولندى».وأعلن المتحدث باسم حكومة بولندا بافل
جراس أن البلاد ستجرى انتخابات رئاسية مبكرة فى أعقاب مقتل الرئيس. وقال
إنه «تنفيذا لأحكام الدستور علينا أن نجرى انتخابات رئاسية مبكرة.» وأضاف:
«أما بالنسبة إلى الوقت الراهن فإن رئيس مجلس النواب بالبرلمان برونيسلاف
كوموروفسكى أصبح تلقائيا الرئيس بالنيابة». ويقول فقهاء القانون الدستورى
إنه يتعين إعلان موعد الانتخابات خلال أسبوعين على أن تجرى الانتخابات خلال
شهرين من هذا الإعلان.وقالت مستشارية رئاسة مجلس النواب إن رئيس
المجلس برونيسلاف كوموروفسكى انتقل من مدينة غدانسك إلى العاصمة وارسو.
وكوموروفسكى هو المرشح الرسمى للحزب الليبرالى المدنى فى الانتخابات
الرئاسية المقررة، هذا الخريف، والتى كان من المفترض أن يخوضها ضد الرئيس
كاتشينسكى، مرشح اليمين المحافظ. وقرر كوموروفسكى إعلان الحداد الوطنى
وتنكيس الأعلام لمدة أسبوع. وأرسل زعماء العالم ببرقيات التعازى إلى
الحكومة البولندية والشعب البولندى.وبحسب اللائحة التى نشرتها
الحكومة البولندية لركاب الطائرة، فإن من بين الضحايا زوجة الرئيس ماريا
ورئيس أركان الجيش فرانشيسك جاجور والجنرال برونيسلاف كفياتكوفسكى، قائد
القوات الميدانية والجنرالات تادوش بوك، قائد سلاح البر، واندريى بلاسيك،
قائد القوات الجوية، وفويتسيه بوتاسينكى، قائد القوات الخاصة، ونائب وزير
الخارجية أندريه كريمر وحاكم البنك المركزى سلافومير سكجيبك إضافة إلى عدد
من علماء التاريخ وأفراد من عائلات الضباط، ضحايا المجزرة، كانوا أيضا على
متن الطائرة.