[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هو واحد من أربعة طلاب مصريين حصلوا على المراكز الأولى عالمياً في امتحانات شهادة الثانوية الإنكليزية IGCSE.
يوسف سامي السيد (17 سنة) يدرس في الجامعة الأميركية في القاهرة، حصل
العام الماضي على أعلى درجة على مستوى العالم في مادة الكومبيوتر، ليس هذا
فقط، بل إن تفوقه في بقية المواد ضمن له حسماً بنسبة 30 في المئة على
تكاليف الجامعة الباهظة، وهي أعلى نسبة حسم متاحة.
ويبدو أن التفوق لا يعكس قدرات ذهنية متميزة فحسب، ولكن أيضاً مهارات
وقدرات في شتى مناحي الحياة، وهو ما يتضح من خلال اختياره لتخصصه الدراسي.
يقول يوسف: «اخترت مجال العلوم الاكتوارية (actuarial sciences) أي مسائل
التأمين والمخاطر لأتخصص فيها، لأني أعلم تماماً أن مستقبل سوق العمل في
مصر خلال السنوات المقبلة سيكون لهذا التخصص الذي لا يزال نادراً،
والملتحقون فيه قليلون». وعلى غير المتوقع بالنسبة الى المتفوقين، فإن
يوسف يلعب ضمن فريق كرة السلة.
وتشاركه في لعب كرة السلة مها طارق عبد العظيم (16 سنةً) التي حصلت
بدورها على أعلى درجة في اللغة الإنكليزية في امتحان شهادة الثانوية
الإنكليزية، وهي تؤكد أن التفوق لا يعني الانكباب على الكتب ليلاً
ونهاراً، ولكنه يعني أن يعطي الإنسان كل مجال حقه. فهي تمارس رياضة كرة
السلة بانتظام، بالإضافة إلى حرصها على المشاركة في الفعاليات الثقافية.
وفي محاولة لإبراز النماذج الناجحة التي يمكن أن تكون قدوة لغيرها من
الطلاب في مصر، كانت حديقة سفارة بريطانيا لدى القاهرة مسرحاً لحفلة تكريم
للطلاب والطالبات المتفوقين، نظمها المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع
هيئة الامتحانات الدولية في جامعة كامبريدج قبل أيام.
سفير بريطانيا لدى مصر دومينيك اسكويث قال لـ «الحياة» إنه حين تسلم
مقاليد منصبه في مصر قبل عامين شعر بشيء من الاندهاش حين فوجئ بتفوق
الطلاب المصريين في الشهادة الثانوية الإنكليزية، وقال: «لم يكن اندهاشاً
بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكن لأن الطلاب المصريين ينافسون طلاباً من جميع
أنحاء العالم، فشعرت بأن تفوقهم شيء رائع».
وفي ظل الانتشار المطرد للمقبلين على الحصول على الشهادة الثانوية
الإنكليزية في مصر قال اسكويث إن هذا الانتشار «دليل نجاح جهود المجلس
الثقافي البريطاني والسفارة على مدى نحو 70 سنة». واضاف: «نحاول نشر الوعي
بأهمية التعليم بصفة عامة بالاضافة إلى اللغة الإنكليزية التي باتت محورية
في سوق العمل» معتبراً أن نظام التعليم البريطاني يهدف أيضاً إلى بناء
المهارات الموجهة إلى سوق العمل. وأشار اسكويث إلى أن الشراكة في مجال
التعليم بين مصر وبريطانيا ظاهرة إيجابية جداً، لأنها تظهر على صعيد
الطلاب والمعلمين على السواء.
ومن وجهة نظر بالغة الواقعية، يقول السفير البريطاني إن في مصر نحو ألف
شركة بريطانية تحتاج إلى توظيف كوادر مؤهلة وهو «ما يعني أنه في مصلحتنا
كذلك تأهيل كوادر مصرية مناسبة. فالاهتمام بالتعليم البريطاني يفيد كلا
البلدين». وأكد اسكويث أهمية دور التعليم في القيام بمثل هذه المهمة وقال:
«التعليم يساعد على فهم الثقافات المختلفة، ونقل التفكير المستنير إلى
أصحاب الآفاق المحدودة التي تحاول توسيع الهوة بدلاً من تضييقها».
وقال مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر بول سميث لـ «الحياة» إن
الطلاب المصريين أثبتوا أن لديهم القدرة التنافسية على مستوى العالم.
يشار إلى أن عدد الطلاب المكرمين بلغ 60 طالباً وطالبة بينهم أربعة
طلاب حصلوا على المراكز الأولى على مستوى العالم متفوقين على أقرانهم في
120 دولة، وهم بالإضافة إلى يوسف السيد، ومها عبدالعظيم، ليالي إيهاب
ممدوح التي تفوقت في مادة الكيمياء، وسارة سعودي عطية التي تفوقت في مادة
الأدب الإنكليزي. وحصد 24 طالباً وطالبة مصريون المراكز الأولى على مستوى
الشرق الأوسط في الفيزياء، والكيمياء، واللغة الإنكليزية، والأحياء،
وتكنولوجيا المعلومات.