بدأ أحمد آدم حياته الفنية في وقت مبكر عندما ظهرت موهبته على مسرح الطفل
بالإسكندرية، لتسير حياته الفنية منذ ذلك الحين، لكنها لم تقتصر على خشبة
المسرح، بل امتدت إلى شاشة السينما ليحقق معها أكبر نجاحاته، ويزداد معها
تألقه، إلا أن إبداعه لم يتوقف على خشبة المسرح أو أمام كاميرات السينما،
بل امتد إلى البرامج التلفزيونية، ليقدم برنامجا يوميا يعرض حاليا على قناة
«الحياة» المصرية، وهو الأول من نوعه الذي يتناول القضايا والأحداث بشكل
كوميدي ساخر.
في حواره مع «الشرق الأوسط» من القاهرة، فتح أحمد آدم صدره، واصفا المنافسة
السينمائية التي يشهدها سوق السينما في مصر بأنها غير شريفة، ولا تصب في
صالح العمل الفني، مشيرا إلى أنه يستعد حاليا لمسلسل جديد سيعرض في رمضان،
وصف شخصيته بأنها ممتعة وشيقة. وأيضا يعد فيلما جيدا يتواصل به مع شخصيته
الناجحة «القرموطي» التي قدمها في مسلسل تلفزيوني وفيلم سينمائي. وتطرق
الحوار لعدد من القضايا الفنية الأخرى.. وهنا نص الحوار:
* ما الجديد الذي ستقدمه الفترة القادمة؟
- بدأت تصوير أول مشاهد مسلسلي الجديد «الفوريجي»، داخل إحدى الفيلات بعدها
سننتقل إلى بلاتوه الحارة في مدينة الإنتاج الإعلامي، والمسلسل من تأليف
محمد الباسوسي وإخراج عمرو عابدين، ويشاركني البطولة ياسر جلال، ورزان
مغربي وماهر عصام وطارق لطفي وعايدة رياض وسوسن بدر وسعيد طرابيك، وتدور
أحداث المسلسل حول صابر الذي أجسد شخصيته وهو رجل بسيط يدعي المعرفة، فهو
شاب مطلق، ومطالب بدفع نفقات معيشته، ونفقة لطليقته، ويحاول كسب المال بأي
طريقة فيتورط مع رجل أعمال كبير وذي نفوذ فهو لا يؤمن بالتخصص، يرى أنه
يعيش في مجتمع عبثي، فيتخذ قرارا بالتعامل مع المجتمع بنفس المنطق ويمتهن
وظائف عديدة ليس له علاقة بها، ويتدخل في كل الأشياء من حوله للحصول على
المنفعة وتحقيق مصلحته الشخصية ويظهر في النهاية أن الفوريجي لا يصلح في
هذا الزمن، ومن المقرر عرض المسلسل في رمضان المقبل.
* لماذا اخترت رزان مغربي على الرغم من عدم نجاح تجربتها في الدراما؟
- اختيار رزان كان من قبل المنتج والمخرج، لكني أرى أنها مناسبة للدور
بالإضافة إلى أنها نجحت جدا في الأدوار التي قدمتها للدراما.. وهو اختيار
موفق وأعتقد أنها إضافة للمسلسل وهي ممثلة رائعة.
* ولكن ما علاقة اسم المسلسل بالأحداث؟ ألا ترى أنه غريب بعض الشيء وصعب
فهمه؟
- «الفوريجي» شخصية نقابلها يوميا، وأعتقد أنها توجد في كل بيت وهي شخصية
واقعية جدا، وهذا الاسم متداول ومتعارف عليه وله علاقة مباشرة بمضمون
المسلسل الذي يتكلم عن التخصص في العمل، وهو دعوة للعمل، كلٌ في مجال تخصصه
ودراسته، فصابر ميكانيكي ولكنه لا يعمل في هذه المهنة وفي مجتمعنا نجد
الكثير من الناس الذين يعملون في مجالات لا علاقة لهم بها، واختيارنا للاسم
هدفه أن يكون عامل جذب للجماهير التي لا تعرف معنى الاسم.
* ولكن، غيابك طال أربع سنوات عن أعمال درامية جديدة، فلماذا طالت هذه
المدة؟
- أنا لا أحب الوجود لمجرد الوجود فقط ولم تكن هناك أعمال مناسبة، كما أن
الوقت لم يكن مناسبا، وعودتي للدراما خطوة كان يجب أن يتم التفكير فيها
أكثر من مرة لأن الدراما تدخل كل البيوت المصرية، فهي ثلاثون حلقة على
الأقل بعكس السينما فهي أسهل بكثير.
* آخر عمل قدمته في الإطار الاجتماعي كان «حياتي أنت»، ولاقي نجاحا، فلماذا
لم تستمر في تقديم هذه النوعية؟
- أنا فنان كوميدي وأعشق الكوميديا ونجحت فيها، وهي بيتي الأول ولا أستطيع
الابتعاد عنه، والشخصية الكوميدية شخصية صعبة ومركبة وأنا أحب دائما
الصعوبة في العمل ونجاحي في «حياتي أنت» كانت له عوامل كثيرة يصعب توفيرها
كل مرة.
* ولماذا اخترت شهر رمضان لتقديم مسلسلك الجديد وسط زحام الدراما في هذا
الشهر؟
- تم عرض الأمر على القناة المنتجة لـ«بني آدم شو» والمسلسل سيكون حصريا
على القناة التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وسينال المسلسل مساحة عرض مناسبة
كما أن العمل الجاد يفرض نفسه، والإطار الكوميدي ينال حظه من المشاهد لقلة
هذه النوعية من الأعمال، كما أن إطلالي على الجمهور في رمضان بعد فترة
طويلة من الغياب، إلى جانب القصة الجديدة، شجعني على عرض المسلسل في رمضان.
* لماذا سيتم توقف برنامج «بني آدم شو» على الرغم من نجاحه وتحقيقه نسبة
مشاهدة عالية؟
- لا يوجد أي كلام رسمي بتوقف البرنامج، لكن الحلقات التي تم الاتفاق عليها
أوشكت على الانتهاء، ولم يخطرني أحد حتى الآن بتجديد التعاقد على حلقات
أخرى، فقد كان التعاقد على تقديم ثلاثين حلقة ثم التجديد على ثلاثين حلقة
أخرى، وأنا الآن لم أحسم الموقف بعد لأن تركيزي انصب على المسلسل.
* وهل تعتقد أن امتناع الشركة المنتجة عن التعاقد معك على حلقات قادمة بسبب
قلقها من انتقاداتك للحكومة؟
- بالعكس نحن نتمتع بحرية كاملة ما دام الانتقاد خارج الإطار الشخصي.. وأنا
أختلف مع الحكومة وأتفق مع النظام، فأنا من عشاق النظام ولكن الحكومات هي
من تتغير من أجل خدمة النظام، وأنا أنتقد الحكومة من أجل مصلحة بلدي
وبالمناسبة أنا لم أوجه أي هجوم من أي نوع، فعلى العكس أتحدث في كل الأمور
التي تشغلني وتشغل الناس بكل حرية وموضوعية دون رقيب.
* أليس من المفترض أن تقدم الكوميديا الصريحة البعيدة عن المشاكل بهدف
الإضحاك؟
- من المفروض أن أقدم الكوميديا الساخرة التي تفتح الجراح من أجل الإصلاح،
ويجب أن تناقش الكوميديا أمور حياتنا اليومية.. وأنا أعشق هذا النوع من
الكوميديا ولا أحب الكوميديا الهزلية لمجرد الضحك.. فأنا إنسان مصري أعيش
مثل باقي المصريين في مشاكلهم وأحاول أن أعبر عنها بطريقة بسيطة تناسبني
وتصل إلى الجمهور من دون تعقيدات الخطابات السياسية، فدور الكوميديا مهم.
* معنى ذلك أنك تختار القضايا التي تناقشها في البرنامج أم تترك ذلك لفريق
الإعداد؟
- أنا مواطن مصري وبالتالي أتابع جميع الأخبار سواء الرياضية أو الفنية أو
السياسية، وأتابع كغيري قضايا تحتاج الطرح وأنا أشارك فريق الإعداد في
الاختيار وأقترح فقط وأعتقد أن مشاركتي للفريق مهم كي أعيش في القضية
وأطرحها بشكل مناسب.
* وما أكثر الأمور التي لفتت انتباهك مؤخرا؟
- البيان الذي أصدرته الخارجية الأميركية مؤخرا تنتقد فيه سياستنا، وما
أثار ضيقي بشدة البيان الذي أصدرته الخارجية المصرية بالرد على الاتهامات
بدلا من إصدار بيان تنتقد فيه السياسة الأميركية التي لم تنه حربا بدأتها
حتى الآن، وما يحدث داخل المجتمع الأميركي وما يحدث في السجون الأميركية..
فمصر هي الدولة الوحيدة التي تستطيع الرد على أميركا لأنها تخلو من أي
قواعد عسكرية داخل أراضيها.
* لماذا لم تتناول ترشيح البرادعي في برنامجك حتى الآن على الرغم من تناولك
لكافة الأحداث التي حدثت في مصر في الآونة الأخيرة؟
- الدكتور البرادعي لم يقدم برنامجا للانتخاب حتى الآن، فكيف يرشح نفسه،
فما فعله هو مجرد طلبات لتغيير الدستور، فكيف أتيح له مساحة وعلى جانب آخر
يقدم لنا الرئيس محمد حسني مبارك برنامجا انتخابيا من خلال الحزب الوطني.
* هل فشل أفلامك مؤخرا سبب ابتعاد المنتجين عنك؟
- أفلامي ناجحة جدا وبدليل الإيرادات وهناك أفلام تعاقدت عليها ولكن ليس
هناك وقت لتصويرها، وكان هناك ثلاثة مواسم لم تكن هناك أي أفلام سوى أفلامي
وأفلام محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وهناك تهافت من المنتجين على التعاقد
معي.. بالإضافة إلى ذلك فإنني بدأت طرح أفلامي في الأعياد والمناسبات بدلا
من زحام الموسم الصيفي، حيث إن المنافسة في السينما حاليا أصبحت غير شريفة،
فتعلمنا أنه في حالة الاحتكار لا توجد منافسة فمن يملك الآن دور عرض يتحكم
في الأفلام المعروضة خاصة أفلامه والتي يمكن أن تحجز في أكثر من عشرين دار
عرض.
* ولكن إقدامك على شخصية القرموطي التي جسدتها في مسلسل وفيلم سابقين، أليس
هذا نوعا من الإفلاس؟
- أنا سأقدم جزءا ثانيا من فيلم «القرموطي» بناء على طلب الجمهور، والفيلم
نوع من استثمار نجاح الشخصية جماهيريا وسيختلف عن الشكل الذي تم تقديمه،
فسيكون هناك اختلاف كبير في الشكل والمضمون سيفاجأ بها الجمهور ويكفي دليلا
على نجاح الشخصية أن هناك من لا يزال يناديني «القرموطي».
* وما رأيك في حال السينما الحالية؟
- الجمهور المصري الآن يهرب من السينما لأن صناع السينما يستغلون النتائج
التي حققوها ولا يقدمون الجديد، فنجد أحمد حلمي في موسمين رقم واحد، وكذلك
أحمد مكي هو الأول وبعدها بموسم تجدين اسما آخر، فشركات الإنتاج لا تحاول
البحث عن نجوم ولكنها تستثمر نجاح النجوم، فلا تساعد نجومها ولا تدعمهم
ولكنها تجري وراء الناجح وتخصص له أكبر ميزانية وتكون النتيجة أن الجمهور
يهرب من الموسم الثاني، لأن أبطاله هم أبطال الموسم السابق فلا يتوقعون أي
جديد منهم، لا بد أن يتخصص كل شخص في عمله، فأصبحنا نتخبط، وأصبح الجميع
يتهم من ينجح بالإسفاف دون وعي.
* وماذا عن هروب النجوم الشباب من السينما واتجاههم للدراما التلفزيونية؟
- هو ليس هروبا ولكنها تجربة تخضع للنجاح والفشل.. والدراما هي بيت كل
النجوم وجمهور الدراما التلفزيونية شريحة عريضة تزيد من جماهيرية النجوم
وأنا نجم سينما ونجم في الدراما وهو أمر عادي، وهي ليست حالة جديدة، فكل
نجوم السينما قاموا بأعمال درامية ويمكن أن يقدَّم لهم عملان في الوقت
نفسه، عملي درامي وفيلم سينمائي.
* وهل هناك أعمال مسرحية تنوي تقديمها خلال الفترة القادمة؟
- المسرح مؤجل حاليا لعدم وجود أعمال مناسبة والوقت لا يسمح لي، فالمسرح
يتطلب وقتا كثيرا ومجهودا ولا يحتمل معه أداء أي عمل آخر.